هل الهوية هي الشعار؟
إن من أكبر تحدياتنا كشركات تعمل على الهويات التسويقية أو المؤسسية هو ايضاح الفرق بين الهوية والشعار، فعند الحديث عن الهوية تتسابق الألسن للسؤال عن الشعار.
هل تحتاج المؤسسات الحكومية إلى هوية؟
الجواب: نعم.
وهنا نستعرض مثالا لمؤسسة حكومية كانت لديها رؤية وقرار لتعمل على هوية مؤسسية متكاملة. فكان هناك قرار استراتيجي من معالي وزير البيئة والشؤون المناخية بسلطنة عمان بإعطاء ملف الهوية أولوية لارتباطه الوثيق بالتطوير المؤسسي الذي سيشمل قطاعات عدة ويأثر ايجابيا على تحسين بيئة العمل.
ولكن كان هناك توجيه منذ البداية، لن تكون هناك أيقونة جديدة لشعار جديد، بل سيتم الالتزام بالخنجر العماني والسيفين كرمز للدولة. فهل هذا يعني أننا نستطيع انتاج هوية مؤسسية وبصرية متكاملة بدون أن نغير من أيقونة الشعار؟
الجواب: نعم.
امتد هذا المشروع قرابة تسعة أشهر. حيث قامت الوزارة باستحداث فريق للهوية تشرف عليه دائرة الجودة وبمتابعة مباشرة من معالي الوزير. عمل فريق الوزارة بالتعاون مع مؤسسة العلامة في تنفيذ استراتيجية الهوية، والتي بدأت بالبحث الداخلي حيث تم استعراض المعلومات الداخلية الخاصة بالوزارة وهيكلها واختصاصاتها، ثم عقدت عدة ورش عمل مع الموظفين في المؤسسة كان الهدف منها استعراض المشروع، وفهم نظرة الجمهور الداخلي للمؤسسة، والقيم التي يعتقدون أنها تمثل مؤسستهم. ثم عقدت ورش عمل مع أصحاب المصلحة الخارجيين، وتم دراسة المؤسسات المشابهة أقليميا وعالميا لوضع معايير للمقارنة.
بعد اكتمال البحث، تم استخلاص رؤية الوزارة ورسالتها، ثم قيم الهوية المؤسسية والتي تمثلت في: الشفافية، التمكين، المسؤولية، والتطوير المستمر. ثم انطلقنا إلى شخصية الهوية، ونبرة الصوت الخاصة بها.
طبقا لكل تلك المعطيات بدأنا بالهوية البصرية للمؤسسة، والتي بدأت بالشعار، ولكن التحدي كان أن لا وجود لأيقونة جديدة في الشعار، فماذا سنرسم بالضبط؟
إن الغرض الأساسي للهوية هو تمييز المؤسسة، فهل عنصر الشعار هو المميز الوحيد؟ بالطبع لا، الهوية مثل الماء الذي يتسرب إلى كل الزوايا. وماء هذه الهوية بصريا كان اللون الذي تم اختياره، إنه التركواز الفاتح والذي استوحي من لون الخلجان البحرية في الشواطىء العمانية. وهي عنصر بيئي مهم تتميز به سلطنة عمان. كما أن اللون لون مميز، ومختلف تمامًا عن الألوان المستخدمة عادة في المؤسسات الحكومية، ولكنه لون جريء أيضًا فقط سعينا للمحاظفة على طابع الرسمية في استخدامه من خلال انتقاء صور عالية الجودة مع مساحات لونية واسعة وتموضع أنيق وعملي للخطوط والتي كذلك أردناها أن تكون محببة للنفس وتتماشى مع طابع الرسمية وجاء اختيارنا لمجموعة Neo Sans Arabic للعناوين، ومجموعة Fedra للنصوص والتي تتميز بالبساطة وسهولة القراءة مع حداثتها.
في المؤسسات الكبيرة مثل المؤسسات الحكومية والوزارات ترتبط بالكثير من جهات الطباعة والتصنيع والانتاج، والتي تستخدم هوية المؤسسة بشكل مستمر، هذه العملية جعلت تحدي حقيقي في انجاز المشروع، لكثرة الجهات التي تستخدم الهوية في العملية الانتاجية. وتم التغلب على ذلك بعمل ورش عمل مع المعنيين في الوزارة تم فيها شرح الهوية بشقها الاستراتيجي وشقها البصري. ثم عقدت ورشة عمل للمتعاقدين في الأعمال الإنتاجية وتم شرح الهوية البصرية للمؤسسة. كل ذلك يحكمه دليل الهوية البصري الذي تم تزويد جميع الأطراف به. كما كانت هناك فترة استشارية، وقفت فيها العلامة على تنفيذ العديد من التطبيقات البصرية، مثل المجلة الداخلية، المعارض، والهدايا وغيرها.
إن ملخص كل هذه التجربة تقول أن الهوية التسويقية أو المؤسسية هي بناء متكامل، لا يمكن اختصاره في أيقونة مجرده، ولكنه ارتباطات ملموسة وحسية تكون صورة كبيرة عن المؤسسة، يمثل الشعار منها جزءا مهما ولكنه ليس وحيدا.
العميل:
وزارة البيئة والشؤون المناخية
التاريخ:
يناير، 2014
وسوم:
الهوية والإعلان